رأي الخاص في مقولة إذا لم تزد على الحياة شيء فأنت زائد عليها
بِسْمِ اللَّهِ اَلرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اَلسَّلَامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةِ اَللَّهِ
وَبَرَكَاتِهِ
نَبْدَأُ وَمِيضًا جَدِيدًا لِتَكُونَ سَعِيدًا
بِدَايَةَ هُنَاكَ أَمْثَال وَأَقْوَالٍ مُنْتَشِرَةٍ جِدًّا سَوَاءُ أَكَانَتْ مُنْتَشِرَةً قَدِيمًا أَوْ حَدِيثًا هَدَفَ اَلْمَقَالِ اَلْإِضَاءَةِ عَلَى وَاحِدَةٍ مِنْ أَهَمِّهَا وَمِنْ أَشْهَرِهَا وَهِيَ اَلْمَقُولَةُ يُقَالُ إِنَّ مُحَمَّدْ صَادِقْ اَلرِّفَاعِياَلْكَاتِب اَلسُّورِيِّ اَلْمَعْرُوفِ كما
وَنَصَّ اَلْمَقُولَةَ هُوَ ( إِذَا لَمْ تَزِدْ عَلَى اَلْحَيَاةِ
شَيْءً فَأَنْتَ زَائِدٌ عَلَيْهَا لِنَشْرَحَ مَبْدَئِيًّا أَنَّ مِنْ
اَلْمُمْكِنِ أَنْ تَكُونَ زَائِدًا بِمَعْنَى أَنَّ تَكَوُّن لَا فَائِدَةً
مِنْكَ مَرْجُوَّةً وَأَنْتَ عِبَارَةٍ عَنْ قِطَّةٍ مَرْمِيَّةٍ عَلَى اَلرَّفِّ
أَوْ عَلَى اَلسَّقِيفَةِ اَلْمَنْزِلُ أَوْ فِي غُرْفَةِ اَلْمُسْتَوْدَعِ مَرْمًى
لَا فَائِدَةً مِنْكَ فَهَذَا يَعْنِي أَنَّ هُنَاكَ شَيْئًا خَلَقَهُ اَللَّهُ
وَلَيْسَ هُنَاكَ فَائِدَةٌ مِنْهُ بِمَعْنَى أَنَّ اَللَّهَ وَأَعُوذُ بِاَللَّهِ
غَيْرِ صَائِبٍ بِقَرَارَاتِهِ أَوْ أَنَّهُ اِتَّخَذَ قَرَارًا بِإِيجَادِكَ
وَخَلْقكَ وَتَكْوِينُكَ وَأَنْتَ لَيْسَ لَكَ فَائِدَةٌ إِطْلَاقًا وَهَذَا
يَعْنِي عَمَلِيَّةَ تَشْكِيكٍ بِقُدْرَةِ اَللَّهِ وَحِكْمَةِ اَللَّهِ فِي
اِتِّخَاذِ قَرَارَاتِهِ فِي عَمَلِيَّةِ اَلْإِيجَادِ وَالْخُلُقِ مَعَ
اَلْعِلْمِ أَنَّ أَيَّ إِنْسَانٍ قَدْ أَتَى عَلَى هَذِهِ اَلْحَيَاةِ دُونَ أَنْ
يَسْأَلَهُ اَللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَوْ يَسْأَلُ أَيَّ شَخْصٍ عَنْ
اِخْتِيَارِهِ بِالْمَجِيءِ عَلَى هَذِهِ اَلدُّنْيَا مِنْ عَدَمِ وَهَذِهِ
اَلْقَضِيَّةُ لَمْ يُثْبِتْ اَلشَّرْعُ إِمْكَانِيَّةَ حُدُوثِهَا إِطْلَاقًا
وَالدَّلِيلُ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ اَلْعَزِيزِ ( ( لَا
يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) أَيْ أَنَّ اَللَّهَ لَا
يَسْتَشِيرُ أَحَدًا عَنْ شَيْءِ فِعْلِهِ أَوْ سَيَفْعَلُهُ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى
فَحَسَب رَأْيِ اَلْخَاصِّ بِأَنَّ اَللَّهَ كَرِيمٌ وَعَلِيمٌ وَحَكِيمٌ
وَلَدَيْهِ أَسْمَاءٌ نَعْلَمُهَا وَقَدْ لَا نَعْلَمُهَا وَالدَّلِيلَ قَوْلَ
اَلرَّسُولِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ بِمَسْأَلَةِ اَلشَّفَاعَةِ أَسْجُدُ تَحْتُ
اَلْعَرْشِ فَأُحْمَد اَللَّه بِمَحَامِدِ لَمٍّ يَحْمَدَهُ بِهَا أَحَدٌ مِنْ
قَبْلُ وَكَلِمَةُ مَحَامِدَ وَهَذِهِ صِفَاتٌ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَجْتَمِعَ
بِشَخْصٍ وَاحِدٍ أَوْ شَيْءٍ وَاحِدٍ إِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ اَلْخَالِقُ اَلْمُكَوَّنُ
لِهَذِهِ اَلدُّنْيَا وَالْكَوْن بِأَكْمَلِهِ وَالصِّفَاتِ أَوْ اَلْأَسْمَاءِ
هِيَ صِفَاتٌ تَدُلُّ عَلَى كَمَالِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَمِنْ ثَمَّ لَوْ
أَنَّنَا شُخُوصٌ بِهَذِهِ اَلدُّنْيَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْعَلَ أَوْ
يَتَقَدَّمُ بِأَمْرٍ مَهْمَا كَانَ يَبْدُو سَخِيفًا وَتَافِهًا بإرادته
اَلْمَحْضَةَ أَوْ أَنَّ هَذَا اَلْأَمْرِ لَا يَحْدُثُ إِلَّا بِأَمْرٍ مِنْ
اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَهُنَاكَ مَبْدَأٌ فِي عَالَمِ اَلشَّرِيعَةِ يَقُولُ إِنَّ
اَلْإِنْسَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ بِأَمْرٍ مِنْ أُمُورِ حَيَاتِهِ
اَلْخَاصَّةِ سَوَاءُ أَنْ كَانَ صَعْبًا أَوْ سَهْلاً إِلَّا بِأَمْرِ اَللَّهِ
فَالْمَبْدَأُ يَقُولُ حَسَبَ شَرِيعَةِ اَلْإِسْلَامِ لَا يُطَاعُ إِلَّا
بِأَمْرِهِ وَلَا يُعْصَى إِلَّا بِعِلْمِهِ بِمَعْنًى آخَرَ أَنَّ اَلْأَمْرَ
كُلَّهُ بِأَمْرِ اَللَّهِ وَأَنَا أَقُولُ لَوْ أَنَّنَا خَيْرُنَا قَبْلَ
اَلتَّكْوِينِ بِرَحِمِ اَلْأُمِّ بِأَمْرِ اَلْمَجِيءِ أَوْ عَدَمِهِ فَا ن
اَلْأَمْرِ يَكُونُ كَمَا يَقُولُ اَلْقَائِلُ وَلَكِنْ مَا دَامَ اَلْأَمْرُ لَمْ
يَكُنْ بِأَمْرِنَا فَهَذَا يَعْنِي أَنَّنَا لَنَا فَوَائِدُ وَوَظِيفَةُ
مُعَيَّنَةٌ لِنَقُومَ بِهَا مَهْمَا كَانَتْ حَقِيرَةً أَوْ تَافِهٍ هَذَا
اَلْأَمْرِ اَلَّذِي نَقُومُ بِهِ فَاَللَّه لَا يَقُومُ بِأَيِّ أَمْرٍ لَيْسَ
لَهُ فَائِدَةٌ إِطْلَاقًا أَنَّ اَلْأَمْرَ إِذَا كَانَ هَكَذَا قِلُو أَنَّ
لَيْسَ لَنَا هَدَفٌ لِلْحَيَاةِ أَوْ أَيِّ فَائِدَةٍ فَإِنَّ اَللَّهَ لَنْ
يَصْدُرَ أَمْرُهُ اَلْمُكَوَّنُ مِنْ حَرْفَيْنِ أَلَّا وَهُوَ كُنْ فَيَكُونُ.
فَأَنْتَ وَأَنَا وَأَيِّ شَخْصِ حَسَبَ مَا قُمْتُ بِالشَّرْحِ اَلْآنِ لِسِتِّ زِيَادَةً أَوْ لَيْسَ لَكَ حَاجَةٌ بِالْحَيَاةِ فَهُنَاكَ أَحَدُ اَلْأَشْخَاصِ يَقُولُ لِي إِنَّ أَحَدَ أَقَارِبِهِ أُصِيبَ بِجُلْطَةٍ وَهُوَ مَشْلُولٌ وَيَبْلُغُ مِنْ اَلْعُمْرِ أَكْثَرَ مِنْ 80 عَامًا قَامَ بِحَلِّ أَزْمَةٍ لَدَى أَحَدِ أَقَارِبِهِ اَلْمُقَرَّبِينَ مِنْهُ جِدًّا وَعَلَى رَغْمِ أَنَّهُ مَشْلُولٌ وَلَا يَتَحَرَّكُ وَعُمْرُهُ قَدْ بَلَغَ عِتِيًّا فَهَذَا مِثَالٌ يُثْبِتُ أَنَّ اَلْإِنْسَانَ مَهْمَا كَانَ وَضْعُهُ وَمَهْمَا كَانَ يُسَبِّبُ تَعَبًا وَأَلَمًا لَمِنْ حَوْلِهِ بِرِعَايَتِهِ فَإِنَّ وُجُودَهُ لَهُ فَائِدَةٌ أَوْ هَدَفٍ أَوْ غَايَةٍ قَامَرَ وَاسِعٌ وَالْأَمْثِلَةُ كَثِيرَةٌ فِي هَذِهِ اَلْحَيَاةِ مَهْمَا كَانَ وَضْعُكَ سَيَكُونُ لَكَ فَائِدَةٌ وَلَكِنَّ اَلْأَمْرَ يَحْتَاجُ إِلَى تَخْطِيطٍ وَهَكَذَا
تعليقات
إرسال تعليق