عَشْرُ قِصَصِ لِخَوَاتِمَ لِحَلَقَاتِ بَرْنَامَجٍ فَوْقَ اَلسُّلْطَةِ مِنْ إِنْتَاجِ قَنَاةِ اَلْجَزِيرَةِ

عُنْوَانُ اَلْقِصَّةِ اَلْأُولى
سَيُقْنَعُونَكَ بِأَنَّ اَلْفَقْرَ لَيْسَ عَيْبًا :
سَيُقْنَعُونَكَ
أَنَّ اَلْفَقْرَ لَيْسَ عَيْبُ هَذِهِ اَلْعِبَارَةِ تَنْقُلُ عَنْ اَلْمُفَكِّرِ
مُحَمَّدْ اَلْغَزَالِي وَأَنَّ اَللَّهَ يُحِبُّ اَلْفُقَرَاءُ أَكْثَرَ وَأَنَّ
اَلنَّبِيَّ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ فَقِيرًا وَأَنَّ
اَلْقَنَاعَةَ كَنُزُلٍ يَفْنَى وَأَنَّ اَلزُّهْدَ فَضِيلَةَ وَالطَّمَعِ
رَذِيلَةَ وَالطَّيِّبَةَ رَأْسَ مَالِ اَلْفُقَرَاءِ وَأَنَّ اَلْأَغْنِيَاءَ
مَصَّاصُو دِمَاءِ نَوْعٍ جَمِيلٍ مِنْ اَلْمُخَدِّرَاتِ سَتَجْعَلُكَ تَسْتَمْتِع
بِفَقْرِكَ تَسْتَلِذّ بِحَاجَتِكَ وَتَرْضَى بِضَعْفِكَ وَقِلَّة حِيلَتِكَ لَنْ
يُحَدَّثُوكَ عَنْ اِسْتِعَاذَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدْ - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - مِنْ اَلْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَلَا عَنْ أَنَّ اَلْيَدَ عُلْيَا
خَيْرِ مِنْ اَلْيَدِ اَلسُّفْلَى وَلَا عَنْ أَنَّ اَلْمُؤَمَّنَ اَلْقَوِيَّ
خَيْر وَأُحِبُّ إِلَى اَللَّهِ مِنْ اَلْمُؤَمَّنِ اَلضَّعِيفِ بَلْ سَيَقُولُونَ
لَكَ لَا بَأْس بِأَنْ تَكُونَ فَقِيرًا ضَعِيفًا مُحْتَاجًا فَحِينَهَا لَنْ
تَسْأَلَ وَلَنْ تَنْتَقِلَ إِلَى مَرْحَلَةٍ أَخْطَرَ تُطَالِبُ فِيهَا أَكْثَرُ
مِنْ قُوتِ يَوْمِكَ فَتَتَسَاءَلُ عَنْ اَلظُّلْمِ عَنْ اَلِاسْتِضْعَافِ
وَالِانْبِطَاحِ فَحِينَهَا سَتُصْبِحُ مُزْعِجًا مُتَطَفِّلاً مُتَجَاوِزًا
لِمَكَانَتِكَ وَحِينِهَا سَتُفَكِّرُ سَتُخَطَّطُ سَتَعْمَلُ وَرُبَّمَا
سَتَنْتَصِرُ .
اَلْقِصَّة اَلثَّانِيَةِ
وَصَلَكَ أَنَّ اَلْعَزْلَ مَكْرُوه وَلَمْ يَصِلْكَ أَنَّ اَلزِّنَى حَرَام :
يَرْوِي اَلْإِمَامُ اِبْنَ قَتَادَة قِصَّةِ رَجُلٍ جَاءَ يَوْمٌ إِلَى اِبْنْ اَلْجَوْزِي قَالَ لَهُ يَا إِمَامٌ لَقَدْ زَنَيْتُ بِاِمْرَأَةٍ وَحَمَّلَتْ مِنْ بِالْحَرَامِ فَنَهْرِهِ اِبْنْ اَلْجَوْزِي وَيَحُكّ كَيْفَ جَعَلَتْهَا تَحَمُّلاً لِمَاذَا لَمْ تَعْزِلْ عَنْهَا حَتَّى لَا تَبُوءُ بِإِثْمِ اَلْوَلَدِ فَوْقَ إِثْمِ اَلزِّنَى فَأَجَابَ اَلزَّانِي وَالتَّقَءَى يُزَيِّنَ وَجْهُهُ وَبَرِيقُ اَلْإِيمَانِ يَلْمَعُ فِي عَيْنَيْهِ يَا إِمَامَنَا لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ اَلْعَزْلَ مَكْرُوهَ فَعَجَلَةَ اَلْإِمَامِ بِرَدٍّ بَلَغَكَ أَنَّ اَلْعَزْلَ مَكْرُوه وَلَمْ يَبْلُغْكَ أَنَّ اَلزِّنَى حَرَام .
اَلْقِصَّةُ اَلثَّالِثَةُ
أحيانا تظن أنك مظلوم وتكون الحقيقة أنك أخذت حقك بالكامل
يُحْكَى أَنَّ اِمْرَأَةً قَصَدَتْ أَحَدَ اَلْفُقَهَاءِ وَذَكَرَتْ لَهُ أَنَّ أَخَاهُ قَدْ مَاتَ وَتَرْكُ سِتّمِئَةِ دِرْهَمٍ وَلِمَا قِسْمَة اَلْمَالِ لَمْ يُعْطُوهَا إِلَّا دِرْهَمًا وَاحِدًا فِكْرَ اَلْفَقِيهِ اَلنَّبِيهِ لِلَحَظَاتِ ثُمَّ قَالَ لَهَا رُبَّمَا كَانَ لَأخِيكِي عَلَى قَيْدِ اَلْحَيَاةِ زَوْجَةً وَابْنَ وَاِثْنَيْ عَشَرَ أَخَا إِجَابَةِ اَلْمَرْأَةِ بِتَعَجُّبٍ نَعِمَ وَكَيْفَ عَرِقَتْ فَقَالَ إِنَّ هَذَا اَلدِّرْهَمِ هُوَ مَا تَسْتَحِقِّينَهُ وَلَمَّ يَظَلْمُوكِي فَلُزُوجَتِهِ اَلثَّمَنُ مَا تَرَكَ 75 وَسَبْعُونَ دِرْهَمًا وَابْنَتَاهُ اَلثُّلْثَيْنِ أَرْبَعَةُ مِئَاتِ دِرْهَمِ وَأُمِّهِ سُدْسَ اَلْمَبْلَغِ مِئَةَ دِرْهَمِ وَلِكُلِّ أَخِ مِنْ اِثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا فَيَتَبَقَّى لِلْأُخْتِ اَلَّتِي هِيَ أَنْتَ دِرْهَمٌ وَاحِدٌ مُبَارَكٌ عَلَيْكَ اَلتَّفَتُّتُ إِلَيْهِ وَكَرَّرَتْ عَلَيْهِ يَعْنِي لَمْ يَظْلِمْنِي أَحَدٌ لَمْ يُسَلِّمْكَ أَحَدًا فَقَالَتْ لَهُ أَقْرَضَنِي دِرْهَمًا لِأَضَعَهُ فَوْقُ دِرْهَمِي وَادْفَعْ أُجْرَةَ اَلطَّرِيقِ .
اَلْقِصَّةُ اَلرَّابِعَةُ :
اَلْحِكْمَة دُونَ قُوَّةِ عَقْلٍ بداخل سِرْدَابِ:
غَضَبِ كِسْرَى عَلَى اَلْحَكِيمِ بِوِزْرْ
جُمْهُور فَقَرَّرَ سِجْنُهُ وَأَبْلَغَهُ أَنَّهُ مُخَيَّرٌ فِي مَكَانِ
اَلسِّجْنِ وَلِبَاسًا وَطَعَامًا لَنْ يَتَغَيَّرَ فَاخْتَارَ بِوِزْرْ سِرْدَابَ
بَابِهِ مَحْبِسَ وَجَلْدَ الْشَاَة مَلْبَسًا وَلِلَبَنِ مَأْكَلِ وِمْحَتَسْ
فَكَانَ لَهُ مَا طَلَبَ وَسَأَلَ عَنْ اَلسَّبَبِ فَأَجَابَ أُمُّ اَلسِّرْدَابِ
فَدَافِئ فِي اَلشِّتَاءِ وَبَارِدٍ عِنْدَ اِلْتِهَابِ وَجِلْدِ اَلشَّاةِ
يَلْبَسُ تَكَيُّفًا عَلَى وَجْهَيْنِ لَطِيفًا وَصُوفًا وَأَمَّا اَللَّبَنُ
فَيَصْلُحُ مَأْكَلاً عَلَى اَلدَّوَامِ لِأَنَّهُ إِيدَامْ وَطَعَامٌ بَقِيَ
جُمْهُورٌ فِي اَلسِّجْنِ حَتَّى فَقَدَ اَلنَّظَرُ طَلَبَ طَبِيبًا فَمَانَعَ
وَجَاءَهُ مِنْ اِنْتَظَرَ كِسْرَى لِيَقُولَ لَهُ خَلِيٌّ اَللَّبَنِ يَنْفَعُكَ
أَيُّهَا اَلْحَكِيمُ اَلْعَقِيمُ اَلْحِكْمَةُ دُونَ قُوَّةِ عَقْلٍ فِي
سِرْدَابٍ . اَلْقِصَّةُ اَلْخَامِسَةُ :
دهاء ملك الروم وَفِطْنَةُ قَاضٍ مُسْلِمٍ :
بَعَثَ اَلْقَاضِي أَبُو بَكْرًا اَلْبَاقِلَّانِي فِي رِسَالَةٍ
إِلَى مَلِكِ اَلرُّومِ اَلَّذِي لَا تَدْخُلُ عَلَيْهِ رَعِيَّتُهُ إِلَّا
رُكُوعًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَيَعْلَمُ مَلِكُ اَلرُّومِ أَنَّ اَلْمُسْلِمِينَ لَا
يَرْكَعُونَ لَلْبَشْرُ ولَمْ يَرُدّ أَنْ تُشَيِّعَ فَاحِشَةُ عَدَمِ اَلرُّكُوعِ
لَهُ بَيْنَ قَوْمِهِ فَأَمَرَ بِوَضْعِ بَابٍ صَغِيرٍ عَلَى الكمان ْجِيثْ لَا يُمْكِنُ لِأَيِّ شَخْصِ
اَلدُّخُولِ مِنْهُ إِلَّا إِذَا رَكَعَ وَصَلَ أَبَا بَكْرْ اَلْبَاقِلَّانِي
إِلَى بَلَاطِ اَلْمَلِكِ رَأَى اَلْبَابُ اَلصَّغِيرُ أَمَامَهُ وَأَدْرَكَ
اَلْحِيلَةَ فَأَدَارَ ظَهْرُهُ لِلْبَابِ وَانْحَنَى ثُمَّ دَخَلَ عَلَى
اَلْمَلِكِ مُدَبَّرٍ غَيْرِ مُقْبِلٍ . اَلْقِصَّةُ اَلسَّادِسَةُ مُعْظَمُ
اَلْبَشَرِيَّةِ اَلْعَرَبِيَّةِ بِالْكَادِ تَسْتَطِيعُ تَأْمِينَ مَا يَمْلَأُ
فَمُهَا مِنْ غِذَاءٍ وَمَاءٍ وَدَوَاءٌ وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ اَلْأَفْوَاهَ
مَفْتُوحَةٌ عَلَى نِقَاشَاتٍ مَطْرُوحَةٍ تَتَرَاوَحُ بَيْنَ نَبْشِ قُبُورٍ
قَدِيمَةٍ وَحَفْرِ قُبُورٍ جَدِيدَةٍ فِي مَا اَلْغُزَاةُ اَلْجُدُدُ
يَسْتَعِدُّونَ لِتَحْرِيرِنَا مِنْ غُزَاةِ قُدَامَى وَنَحْنُ نَفْتَحُ
أَفْوَاهُنَا فَرِحَيْنِ بِاسْتِعْمَارٍ جَدِيدٍ يُخَلِّصُنَا مِنْ اِسْتِعْمَارٍ
مُتَقَاعِدٍ وَآخَرَ وَاعِدٍ وَالْفِرَقُ بَيْنَ اَلْقَدِيمِ وَالْجَدِيدِ
كَالْفَرْقِ بَيْنَ اَلْمَوْتِ شَنْقَنَا أَوْ اَلشَّنْقِ حَتَّى مَوْتٍ .
اَلْقِصَّة اَلسَّابِعَةِ :
قِصَّةٌ طَلَبَتْ مِنْ أَنْ أَحْرُسَ اَلْبُسْتَانُ لَا أَنَّ آكِلَ اَلرُّمَّانِ :
دَخَلَ
رَجُلُ بُسْتَانِهِ مَعَهُ نَفَرَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَطَلَبَ مِنْ اَلْحَارِسِ
أَنْ يَحْضُرَ لَهُ رُمَّانٌ حُلْوٍ اَلطَّعْمِ ذَهَبَ وَأَحْضَرَ حَبَّةَ
تَذَوُّقِهَا اَلرَّجُلِ فَوَجَدَهَا حَامِضَةٌ لَيْسَتْ حُلْوَةً أَحْضَرَ
غَيْرُهَا قَالَ صَاحِبُ اَلْبُسْتَانِ فَأَعَادَ اَلْحَارِسُ اَلْكُرَةَ
مَرَّتَيْنِ وَالْحَامِضَ سَيِّدْ اَلْمَوْقِفِ نَهْرَ صَاحِبِ اَلْبُسْتَانِ
اَلْحَارِسِ إِنَّكَ تَحْرُسُ هَذَا اَلْبُسْتَانِ مُنْذُ سَنَةٍ وَلَا تَعْرِفُ
اَلشَّجَرَةُ اَلْحُلْوَةُ مِنْ اَلْحَامِضَةِ فَقَالَ اَلْحَارِسُ لَقَدْ
طَلَبَتْ مِنِّي سَيِّدِي أَنْ أَحْرُسَ اَلْبُسْتَانُ لَا أَنَّ آكِلَ
اَلرُّمَّانِ فَتَعَجُّب اَلرَّجُلِ لَكِنَّهُ شَكُّ فَبِهِ بِأَنَّهُ يَخْدَعُهُ
سَأَلَ عَنْهُ جِيرَانُ اَلْبُسْتَانِ فَشَهِدُوا بِصِدْقِهِ وَاسْتَحَى مِنْ
شَكِّهِ بِهَذَا اَلْحَارِسِ اَلْأَمِينِ فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُزَوِّجَهُ
بَنَتْهُ فَقَبِلَ فَأَنْجَبَ هُوَ اِمْرَأَتُهُ اَلصَّالِحَةُ عَبْدَ اَللَّهْ
بْنْ اَلْمُبَارَكْ اَلْعَالَمِ اَلْمُجْتَهِدِ .
اَلْقِصَّة اَلثَّامِنَةِ :
قِصَّةُ تَآلُفِ فِيهَا أَسَدٌ وَذِئْبٌ وَثَعْلَبٌ :
فَأَخْبَرَ اَلْأَسَدُ صَدِيقَيْهِ أَنْوِي يُرِيدُ تَقَاسُمَ اَلْحُكْمِ مَعَهُمَا وَتَحْوِيلِ اَلْغَابَةِ مِنْ مَمْلَكَةِ أَيِّ جُمْهُورِيَّةٍ فَكَيْفَ تَقْتَرِحَانِ تَوْزِيعُ اَلْمَنَاصِبِ سَأَلَهُمَا اَلْأَسَدُ فَسَارَعَ اَلذِّئْبُ لِلْإِجَابَةِ رِئَاسَةَ اَلْجُمْهُورِيَّةِ لِمَوْلَانَا اَلْأَسَدِ وَرِئَاسَةُ اَلْبَرْلَمَانِ لِي وَرِئَاسَةُ اَلْحُكُومَةِ لِهَذَا اَلثَّعْلَبِ غَضَبَ اَلْأَسَدِ وَضَرْبُهُ ضَرْبَةً قَاتِلَةً ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَى اَلثَّعْلَبِ وَأَنْتَ مَاذَا تَقْتَرِحُ فَأَجَابَ مُرْتَجِفًا اَلرِّئَاسَةَ لِصَاحِبِ اَلْجَلَالَةِ وَالْبَرْلَمَانِ لِمَوْلَاتِنَا اَلْأُبُوَّة وَالْوِزَارَةِ لِسُبُلِكُمْ اَلنَّبِيل فَقَالَ اَلْأَسَدُ وَنَعَمْ اَلْقِسْمَة مِنْ أَيْنَ تَعَلَّمَتْ اَلْحِكْمَةُ يَا مَاكِرُ فَأَجَابَ اَلثَّعْلَبُ مِنْ اَلْحِوَارِ اَلْوَطَنِيِّ بَيْنَ صَاحِبِ اَلْجَلَالَةِ وَالذِّئْبِ اَلْمَارِقِ اَللَّئِيمِ اَلْمُتَمَرِّدِ اَلَّذِي تَحَقَّقَتْ فِيهِ عَدَالَةُ مَوْلَايَ بَعْدَ ثُبُوتِ تَوَرُّطِهِ بِالْإِرْهَابِ .
اَلْقِصَّةُ اَلتَّاسِعَةُ
مُرَاد
وَصَدِيقَةٍ كَانَ مُرَادًا وصديقه الوفي :
مراد اِبْنُ تَاجِرٍ ثَرِيٍّ فِي سُوقِ اَلذَّهَبِ كَثُرَ مِنْ حَوْلِهِ اَلْأَصْدِقَاءُ تُوُفِّيَ وَالِدُهُ ومن ثم عَلْمْ أَنَّ سَعْدًا أَعَزِّ أَصْدِقَائِهِ تَوَسَّعَتْ تِجَارَتُهُ وَصَارَ اَلْمَالُ عِنْدَهُ أَكْثَرَ مِنْ اَلرَّز َقَصَدَهْ وَلَمَّا وَصَلَ قَصْرُهُ بِهَيْئَتِهِ اَلرَّثَّةِ أَبْلَغَ اَلْخَدَمُ قِصَّتُهُ أَبْلَغُوا سَيِّدُهُمْ فَرَفَضَ لِقَاءَهُ عَادَ مُرَادٌ أَدْرَاجَهُ مَكْسُورٌ اَلْقَلْبِ لِتَحَدُّثِ اَلْأُعْجُوبَةِ بُعْد يَوْمِيٍّ ثَلَاثَةَ رِجَالٍ أَعْطَوْهُ حَجَرَ يَاقُوتٍ قَالُوا إِنَّهُ دِينٌ عَلَيْهِمْ لِأَبِيهِ أَخْذِ اَلْيَاقُوتِ وَكَأَنَّهُ فِي حُلْمٍ لَكِنْ مِنْ يَشْتَرِي اَلْآنَ سَيِّدَةً نَبِيلَةً ظَهَرَتْ فَجْأَةَ تَبْتَاعُ اَلْمُجَوْهَرَاتُ اِشْتَرَتْ مِنْهُ اَلْمُجَوْهَرَاتُ بِمَبْلَغٍ أَعَادَهُ إِلَى سُوقِ اَلذَّهَبِ وَحَلَّةِ اَلْبَرَكَةِ تَذْكُرُ بَعْدَ حِينِ نُكْرَانِ صَدِيقِهِ فَأَرْسَلَ لَهُ أَبْيَاتُ اَلشَّافِعِي : رَأَيْتُ اَلنَّاسُ قَدْ ذَهَبُوا إِلَى مِنْ عِنْدِهِ اَلذَّهَبُ وَمَنْ لَا عِنْدَهُ ذَهَبَ فَعَنْهُ اَلنَّاس قَدْ ذَهَبُوا قَرَأَهَا سَعْدْ فَآلَمَتُهُ وَرَدَّ شِعْرًا قَائِلاً : أَمَّا اَلثَّلَاثَةُ فَقَدَ وَافُوكْ مِنْ قَبَلِيٍّ وَلَمْ تَكُنْ سَبَبًا إِلَّا مِنْ اَلْحِيَلِ أَمَّا مِنْ اِبْتَاعَتْ اَلْيَاقُوتَ وَالِدَتِي وَأَنْتَ أَنْتَ أَخِي بَلْ مُنْتَهَى أَمَلِي وَمَا طَرَدْنَاكُ مِنْ بُخْلٍ وَمِنْ قَلَّلَ لَكِنْ عَلَيْكَ خَشِيَنَا وَقَفَتْ اَلْخَجَلَ
اَلْقِصَّةَ اَلْعَاشِرَةَ:
:كُلِّ اَلنَّاسِ أُفُقَهُ مِنْ عُمْرٍ
اعتلا اَلْخَلِيفَة عُمَرْ بْنْ اَلْخَطَّابْ يَوْمًا اَلْمِنْبَرَ وَخَطَبَ فِي اَلنَّاسِ طَالَبَ مِنْهُمْ أَنَّ لَا يُغَالُونَ فِي مُهُورِ اَلنِّسَاءِ لِأَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ لَمْ يَزِيدُوا فِي مُهُورِ اَلنِّسَاءِ عَنْ أَرْبَعمِئَةِ دِرْهَمِ وَلَمَّا نَزِيلِ عُمْرًا مِنْ عَلَى اَلْمِنْبَرِ قَالَتْ لَهُ اِمْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ يَا أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ وَأَمَّا سُمِعَتْ قَوْلَ اَللَّهِ تَعَالَى ( وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا ) قِنْطَارًا أَيْ اَلْمَالِ اَلْكَثِيرِ فَقَالَ عُمَرْ اَللَّهُمَّ غُفْرَانكَ ثُمَّ رَجَعَ فَصَعِدَ عَلَى اَلْمِنْبَرِ وَخَطَبَ يَأَيُّهَا اَلنَّاسِ إِنِّي قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْ أَنْ تَزِيدُوا فِي مُهُورِ اَلنِّسَاءِ فَمِنْ شَاءَ أَنْ يُعْطِيَ مِنْ مَالِهِ مَا أَحَبَّ فَلْأَفْعَل . وَلَمْ يَقُلْ عُمَرْ لِلسَّيِّدَةِ بِأَنَّهَا تُهَدِّدُ اَلسِّلْمَ وَالْأَمْنَ اَلْقَوْمِيَّ وَبِأَنَّهَا تُطِيحُ بِسُمْعَةِ وَهِيبَة رَئِيسُ اَلدَّوْلَةِ بَلْ قَالَ لَهَا كُلِّ
اَلنَّاسِ أُفُقَهُ مِنْ عُمْرٍ
خِتَامًا
أَطْلُبُ مِنْكُمْ اَلتَّعْلِيقُ بِعُنْوَانِ اَلْقِصَّةِ اَلَّتِي أَعْجَبَتْكُمْ
وَلَا تَبْخَلُونَ بِالْمُشَارَكَةِ لِأَصْدِقَائِكُمْ لِلْإِفَادَةِ تَكَوُّن
لِلْجَمِيعِ إِلَى اَللِّقَاءِ فِي مَقَالٍ جَدِيدٍ وَوَمِيضٍ جَدِيدٍ لِتَكُونَ
سَعِيدًا
تعليقات
إرسال تعليق